العلاقات العامة بين الشائعة والحقيقة الرادعة

طور ممارسو العلاقات العامة منذ نشأتها طرقا مختلفة للتواصل المباشر مع الجماهير وإقناعهم دون الاعتماد فقط على وسائل الإعلام التقليدية والتغطية الإعلامية، مثل البريد الالكتروني والهاتف ومندوبي المبيعات، والهدف من ذلك بالطبع يتمثل في الدور الحقيقي والأساسي للعلاقات العامة وهو توثيق العلاقة بين المؤسسة وجماهيرها إضافة إلى تعزيز صورة المؤسسة وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير المستهدفة، ولكن “الجشع” جعل العديد من المنظمات تلجأ إلى إقناع الجماهير كذبًا، إذ ينصب الاهتمام فيها فقط على تحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات، ولكون العلاقات العامة هي الواجهة الإعلامية للمنشأة فقد تم اتهامها ظلمًا بأن تلك الدعاية الزائفة هي العلاقات العامة ولكن الواقع أنها لا تمت لها بصلة.

لا شك أن ممارسي العلاقات العامة في العصر الحديث محظوظون جدّا لامتلاكهم أداة قوية جدًّا لم يتسن لممارسي العلاقات العامة في الماضي استخدامها ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث مكنت الممارسين ليس فقط من التواصل مع الجماهير، بل أيضًا ابتكار طرق وأساليب متنوعة للتواصل معهم، ومما لا يخفى على ممارس العلاقات العامة في العصر الحديث أن هذه الوسائل أدت إلى تعدد فئات الجمهور بشكل غير مسبوق وذلك أدى إلى جعل الرسائل الاتصالية للعلاقات العامة أكثر دقة وتعقيدًا وهذا بحد ذاته ينفي مفهوم أن العلاقات العامة مجرد دعاية، فالدعاية الزائفة لا تتطلب الدقة في محتواها ولا تحتاج إلى دراسة الجماهير فهي تقوم على تمجيد المنظمة فقط ولا تحاول تلك المنظمات تصحيح أخطائها بل تكتفي بـ “المداراة” عليها فقط، وهنا يتضح أن العلاقات العامة في تلك المنظمات مقيدة ومحدودة، فليس للعلاقات العامة في أي منظمة في العالم أن تكذب لأن ذلك يضر قطعيًّا بسمعة المؤسسة والتي تعد هي اللبنة الأساسية التي تعمل وفقها العلاقات العامة.

إن الحد من استراتيجيات وأنشطة العلاقات العامة في بعض المنظمات وجعلها تقتصر على التسويق للمنظمة فقط وأحيانًا بالدعاية الكاذبة جعلها وظيفة مشوهة لدى كثير من الناس، وكنصيحة أخيرة إذا كنت تمتلك مؤسسة وقررت أن تقيد استراتيجية العلاقات العامة في منظمتك بشكل عام وبشكل خاص على وسائل الإعلام، فعليك أن تكون دائمًا منتظرًا لأنواع شتى من الأزمات والتي أخشى أن أحدها ستكون الهاوية لسمعة منظمتك.

اترك تعليقا